إحدى حكايات كرة القدم (بابلو أيمار)

       تلك المتسمة بالإشراق والآيلة بحزن نحو غروب - لا محالة - قريب, حكاية بعدٍ أضنى العينَ وشوق يكبر ويكبر في القلب, حكايةٌ لم يُكتب لها النور , ولم يُكتب لبطلها لعبُ دورِ البطولة, حكاية الظلم والظلمة عن أحد أهم أسباب حبي للكرة.

" خوان بابلو أيمار "









       يُحكى أن بطلنا هنا كان يمارس مهنة الطب قبل اتجاهه لكرة القدم وليبحث من يشاء عن مصدر هذا القول أما أنا فلا أكترث للإثبات هنا فيقيني بقدرات بطلنا أكبر. هي بداية غريبة لحكاية غريبة, بدأها بطلنا في بلاد مارادونا وفي الفريق الغريم له ريفر بليت, ولفتت هناك تقنيته وبساطة أسلوبه في اللعب وصنعه أنظار أوروبا لتفوز فالنسيا دون الأخريات بقلبه وتحظى بجواره عام 2001, ودام وصله لها خمس سنوات نتج عنه لقب للدوري وآخر للدوري الأوروبي (بمسماه القديم) وتأهلٌ مرتين لنهائي دوري الأبطال.


        لكن شبحاً مقيتاً كان يطارده مُبعداً إياه باستمرار عن معشوقته, داءً مريراً أصابه فأضناه ومعشوقته يسمونه "السحايا" لكنه عاد من جديد كعادته أقوى. 
وبدأ هنا فصل آخر من حكاية بطلنا بتركه فالنسيا وذهابه لـ سرقسطة وفارق هناك معشوقته لكنه لم يفارق أبداً ذلك الشبح. كان يغيب ويعود, ورغم أن سرقسطة حينها كان "فريق نجوم" كـ بطلنا والأخوين ميليتو إلا أنه سقط للدرجة الثانية عام 2007 وكان الرحيل من جديد قدر بطلنا. هذه المرة إلى بنفيكا وبطلب من أسطورته "روي كوستا" الذي أصر على انتقال أيمار للنادي وحصوله على الرقم (10). 






        وهو حتى اللحظة هناك يحضر فيبدع ثم يغيبه سوء حظ بالإصابات أو الظلم, أما مع المنتخب الوطني فقد حقق كأس العالم للشباب عام 1997 و لعب للمنتخب الأول أكثر من خمسين مباراة بدأها عام 1999 وشارك في كأسي العالم 2002 و 2006 وكأس القارات 2006 الذي خسرت فيه الأرجنتين في النهائي أمام البرازيل بهدف لأربعة .. وكان "أيمار" صاحب الهدف الوحيد عندما نزل بديلاً ثم طال غياب "المهرج" كما يُدعى هناك.


         يتميز بطلنا بقدرات رائعة في مركز صنع اللعب, سرعة الانطلاقة, التمريرات الدقيقة, ويضاف لما سبق شخصيته الرائعة وأخلاقه العالية.

         قال عنه ميسي :
" منذ كان عمري 13 -14 سنة ، كنت اعشق رؤية بابلو ايمار يلعب لانه بارع تقنيا و ذكي جدا تكتيكيا, استلهم منه الكثير في طريقة لعبي "


          بطلنا برأيي كان يستحق دوراً بطولياً أكبر من التي حصل عليها سواء مع المنتخب الذي كان فيه احتياطياً أغلب الوقت أو مع الأندية التي لعب لها فقد كان يستحق اللعب لـ أكبر الأندية.
حكاية بطلنا "أيمار"  هي حكاية لاعبي الذي كان والذي سيظل المفضل .. 
حكاية الظُلم والظُلمة.

أضف تعليق

0 commentaires